
يعاني العالم العربي من حرب باردة قاتلة، تتغلغل إلى أجسام سكانه، لتدمر صحتهم وربما تقتلهم. والسلاح الوحيد المتوافر لرد هذه الحرب يعجز الكثيرون عن معرفته وحتى عن معرفة وجود هذه الحرب. السبب أنها حرب يشنها قاتل صامت هو مرض السكري الذي تحتل 6 دول عربية المراتب العشر الأولى لضحاياه، وفق الطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية المختصة.
من المتعارف عليه أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بالسكري بشكل عام وهي الوراثة وقلة النشاط البدني وزيادة الوزن، وتزيد هذه الأسباب في منطقة الخليج نتيجة نمط الحياة السهل، والتأثر بعادات الأكل الغربية مثل الوجبات السريعة.
وتشير دراسة إلى أن أهل الخليج كانوا يأخذون 70 في المئة فقط من الإحتياج اليومي من البروتين، أما اليوم فإنهم يأخذون 250 في المئة من إحتياجهم اليومي منه. بمعنى آخر فإن تغيير أنماط الحياة الإجتماعية والتحول عن المهن التي تتطلب جهداً عضلياً و كذلك توافر وسائل النقل الحديثة، كلها أسباب مستترة لتزايد السكري أو قابلية الإصابة به .
ومرض السكري من النوع الثاني ( وهو المكتسب وليس الوراثي الذي يعرف بالنوع الأول ) منتشر لدى البالغين في الدول العربية أكثر من الأطفال نتيجة العادات الغذائية الخاطئة ، والأخيرون تتزايد نسبة السكري لديهم سببها الترف وقلة الحركة ونوعية التغذية في المدارس والتي لا تخرج عن العصائر والمشروبات الغازية. لكن السبب الرئيسي الآخر لإرتفاع نسبة الإصابة بالسكري في الدول العربية هو غياب التوعية السليمة، والطب الوقائي.خصوصاً إن دراسات طبية أثبتت أنه يمكن مكافحة مرض السكري من النوع الثاني بنسبة ستين في المئة إذا ما زادت التوعية.