
يصيب داء السكري الإنسان في مختلف مراحل عمره، من لحظة ولادته وحتى شيخوخته. وإذا بدأت الإصابة به عند الأطفال منذ الولادة، سُمي بمرض “سكري حديثي الولادة”، وهو نوع مختلف عن “داء السكري – النوع الأول”، الذي يبدأ من عمر 6 أشهر فما فوق. وعلى العموم فإن نوع السكري عند الأطفال يسمى “النوع الأول”، وهو مختلف تماماً عن النوع الثاني الذي يصيب الكبار.
ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الغلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه. الداء موجود والأسباب مجهولة إذا كان داء السكري سواء لدى الكبار أو الأطفال ينشأ بسبب تعرض خلايا البنكرياس للضرر فإن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، وإن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل ومنها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، ولكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضا لخلايا بيتا في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: وتقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، وعادة ما تكون فيروساً، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: ويؤدي دوراً ليس كبيراً، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معاً مصاب بالسكري ولكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
أهم العوراض:
– التبول اللإرادي: يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة ويبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدا معينا. وعند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرا كبيرا من الماء، ولذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر وبكميات كبيرة. والملاحظ عند الأطفال أنهم قد يبدأون بالتبول اللاإرادي وهم نائمون. وإذا استمرت هذه العملية دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تظهر عند المريض.
– الصداع والقيء: وبما أن الخلايا قد حرمت من التغذية وأصيبت بالمجاعة فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء، وليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، ليشعر الطفل بالإرهاق الشديد والتعب كما يفقد قدراً من الوزن، وقد يشعر أيضاً بالصداع والدوار ومن ثم القيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد حامضة (أسيتون أو الكيتون) تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم وتؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة إن لم يعالج في الحال.
العلاج بالأنسولين:
عند إصابة الطفل بهذا الداء يستوجب إدخاله المستشفى وتنويمه ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع لمباشرة علاجه، خصوصا إذا كان الطفل مصابا بالجفاف والحموضة الشديدة فلا بد عندها من السوائل والأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن. وهنا لا بد من التعرف على الأنسولين الذي هو عبارة عن هورمون يفرز من البنكرياس وهو المفتاح الذي يساعد على إدخال الغلوكوز إلى جميع خلايا الجسم. كما أنه يؤخذ بالحقن تحت الجلد أي بالدم.
ولأهمية الأنسولين لا بد من المحافظة على سلامته من خلال:
ـ التأكد من مدة الصلاحية ونسبة التركيز.
ـ التأكد من ماهيته، فالنوع الصافي ليس له لون، بينما اللون العكر ليس فيه كتل.
ـ إبرة الأنسولين تكون عادة 100 وحدة أو 50 وحدة وبالتركيز نفسه.
ـ التأكد من كيفية حفظه كأن يحفظ في مكان جاف وبارد وألا يحفظ في الفريزر. ويمكن حفظ الأنسولين في أثناء السفر في ثلاجة صغيرة والتزود بالإبر المطهرة. وتجدر الإشارة إلى الآثار الجانبية للأنسولين إذ يحدث هبوط نسبة السكر في الدم وتليف أمكنة الحقن.
أعراض هبوط السكري وأسبابه:
بالنسبة للطفل قد يتصرف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة. وهنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة زيادة السكري وإذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي وخصوصا المخ.
ولهبوط نسبة السكر في الدم أسباب عديدة منها:
ـ عدم أخذ وجبة طعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين.
ـ أخذ كمية من العلاج أكثر من الكمية المحددة.
ـ ممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده.
ـ عدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
هناك علاج سريع كأن يأخذ المريض عصيرا محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر. أما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث. إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكري من النوع الأول ليست أمرا صعبا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميا، وهذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن (الحلويات والفشار والشيبس والمشروبات الغازية) لأنها تضره ولا تفيده.
ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم. الخطوات:ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، فإن كل سنة يتم تشخيص 13 ألف طفل مصاب بمرض السكر النوع الاول. لذا، ماذا يمكن أن يفعل الأهل لخفض خطر الإصابة.
الخطوات:
الخطوة 1 : الوقاية تبدأ من البيت.
يتفق الخبراء بأن الوقاية من مرض السكري تبدأ في البيت. ويؤكدون ضرورة تنقيف الأطفال عن المرض حتى يعرف ما يجري في جسده، كما يمكنكهم الإستعانة ببعض الكتب الطبية والمصطلحات السهلة لإيصال المعلومة للطفل المصاب.
الخطوة 2: السماح للأطفال بإختيار الأطعمة الصحية.
الخطوة الأولى في صد مرض السكري هو اتخاذ الإجراءات الوقائية المتعلقة بالأكل، لأن معظم الأمراض يرتبط بطريقة ما بنوع الغذاء الذي يتناوله الفرد، خاصة مرض السكري، إذ أن السكريات البسيطة هي المسبب الأساسي كالصودا، الكوكيز، الرقائق والمخبوزات. والنصيحة ببساطة هي تقديم بدائل صحية لتقليل خطر الإصابة بالداء.
الخطوة 3: التعاون العائلي لمكافحة المرض.
يجب أن تشارك العائلة كلها في النمط الغذائي الصحي. لا أحد محصناً ضد الإصابة بمرض السكري، فالكل يجب أن يتبع أسلوب حياة صحياً. لذا لا تشتري مكونات مختلفة احدها غني بالسكريات للأطفال الذين لا يعانون وأخرى صحية وخالية من السكريات للطفل المصاب بالسكري، وجود طفل مصاب يعني إحتمال إصابة أي فرد من العائلة، لذا على العائلة الحرص على تعزيز السلوك الجيد لكل أفراد العائلة.
الخطوة 4: الإلتزام بالتمارين
تلعب التمارين دور أساسيا في الوقاية من مرض السكري. فالتمارين، خصوصا بعد وجبات الطعام تساعد في الحفاظ على مستويات سكر الدم الطبيعي. وعليه، على العائلة العمل على تغير النمط المعيشي لأفرادها، كتقليل ساعات مشاهدة التلفاز، تصفح الانترنت، واللعب بألعاب الفيديو ما يساهم بدرجة كبيرة في تخفيف الوزن، زيادة جريان الدم، تقليل تركيز السكر في الدم، ورفع الطاقة للكبار والصغار.