أظهرت دراسات أنه كلما زاد طول مشوار الذهاب والعودة من العمل كلما زادت امكانية أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية بدنية وعقلية، وأن الأشخاص الذين يقطعون مسافات طويلة إلى العمل والعودة منه يميلون إلى أن يكونوا أقل رضا بحياتهم.
ويقول هايكو روجر، من المعهد الألماني الاتحادي لأبحاث السكان، إنه بالنسبة للأشخاص أصحاب رحلات الذهاب والعودة الطويلة من العمل، أظهرت دراسة أجريت أخيرا أن هناك خطرا مرتفعا للإصابة بضغط الدم والسمنة والسكري والصداع النصفي.
وهناك أيضا صلة بالشكوى النفسية مثل الإجهاد وتوتر العضلات واضطرابات النوم وحتى الإحباط.
لكن الجميع لا يعانون الإجهاد بسبب رحلة الذهاب إلى العمل والعودة منه، إذ يقول الطبيب النفسي هويزلر إن الموظفين الذين يحبون عملهم عادة ما يكونون أكثر استرخاء بشأن الرحلة إلى العمل.
وهناك نصيحة هي أن يستمع الشخص إلى بعض الموسيقى الجيدة أو يقرأ كتابا. والمهم ألا تفكر في الوقت الذي تمضيه خلال الذهاب والعودة من العمل على أنه منهك أو مهدور.
وتلعب أيضا وسيلة النقل دورا، فإذا كانت وسائل النقل العامة إلى العمل جيدة فهنيئا لك. غير أنه إذا مكثت طويلا في قطار أو حافلة، أو اضطررت للتبديل كثيرا بين وسائل النقل أو اضطررت للتعامل مع قطارات ألغيت أو مؤجلة بشكل دائم، فربما تكون السيارة خيارا جيدا.
وهنا يتعين على قائدي السيارات ألا يفكروا في أي شيء ذي صلة بالعمل. وينصح هويزلر “بترك توتر العمل خلفك، والتنفس والاسترخاء. وإلا فإن خطر التعرض لحادث يمكن أن يزيد”.
وأوضحت نائب رئيس رابطة أطباء الصحة المهنية الألمانية أنيته فال-فاخندورف، أنه يمكن أن تكون عملية الذهاب إلى العمل والعودة منه صحية.
وقالت فال-فاخندورف ” لقد أظهرت دراسة أجريت مؤخرا، على سبيل المثال، أن الموظفين الذين يستقلون وسائل النقل العام أكثر نحافة وصحة، نظرا لأنهم يسيرون أكثر (على سبيل المثال من وإلى المحطة) من هؤلاء الذين يستقلون سياراتهم”.
كما أن السير أو ركوب الدراجة يساعد أيضا في إبقاء الموظف في حالة لياقة.